أقيم معسكر كشفي في منطقة رياق في منطقة البقاع خلال الفترة من 1 إلى 3 أيلول/سبتمبر. ضم المعسكر حوالي 80 شاباً من أربع مجموعات كشفية ذات انتماءات طائفية مختلفة، ولم يسبق لهم العمل معاً من قبل: كشافة المهدي، كشافة الرسالة؛ جمعية كشافة الجراح وجمعية الكشافة المسلمة في لبنان. وأطلق الكشافة على هذا النشاط اسم “معسكر التلاحم الاجتماعي” للإشارة إلى الهدف الذي يحاولون تحقيقه

تضمن برنامج المخيم أنشطة رياضية مثل السباحة وكرة القدم وركوب الرمث، ولكن كانت هناك أيضًا جلسات تعليمية حول المواطنة والتعايش الديني والشؤون السياسية الحالية. واستضافت المجموعة أعضاء في البرلمان بالإضافة إلى زعماء دينيين من مختلف الطوائف وأجرت حواراً معهم. علاوة على ذلك، كانت هناك جلسة إعلامية سلطت الضوء على العواقب الضارة لتعاطي المخدرات، وشجعت الشباب على التخلي عن الانحراف الاجتماعي لصالح النشاط المجتمعي والمشاركة الاجتماعية.
كان هذا الحدث حدثاً لافتاً وغير مسبوق في منطقة البقاع المحافظة، حيث كان مشهد عدد كبير من الشباب من مختلف الطوائف والخلفيات مجتمعين للصلاة في نفس المكان في لبنان وكل منهم ملتزم بدينه، يحمل معنى عميقاً

والجدير بالذكر أن العمل الجماعي كان هو السائد اليوم وكان تنسيق الحدث وتنفيذه سلسًا للغاية، وهو ما يرمز، في نظر المشاركين في الحدث، إلى قدرة المجموعات المختلفة على العمل معًا على الرغم من أي اختلافات موجودة. في هذا الصدد، وفي إحدى مجموعات النقاش، والتأمل في الشلل الذي يمر به لبنان على المستوى السياسي الوطني، رأى بعض الحاضرين أنه يمكنهم تعليم قادتهم السياسيين شيئًا أو اثنين عن التعاون وتحقيق المصلحة العامة

إن قادة الكشافة المشاركين مصممون على رعاية هذه الروابط المكتشفة حديثًا، وتوسيع نطاق تأثيرهم المجتمعي. إنهم يخططون لحدثين قادمين مقررين في أكتوبر للمجموعات المتحالفة: أحدهما سيحقق زراعة غابة الجوز للزراعة المجتمعية، مما يرمز بطريقة واضحة إلى فائدة وقوة وجمال التماسك الاجتماعي. وسيكون النشاط الآخر عبارة عن ندوة تدريبية على الروبوتات لمدة شهرين، والتي ستساعد الشباب على استكشاف فرص العمل في مجال التكنولوجيا المتقدمة والتي يمكن أن تكون شريان الحياة في الأزمة الاقتصادية الحالية التي يعاني منها لبنان. يتم تمويل كلا النشاطين من قبل مشروع بيرغوف للحوار المتعدد المستويات في لبنان.